علي سالم نريد وساطة بريطانية لحل الازمة في البحرين

المعارضة البحرينية تبحث عن وساطة بريطانية

طالب زعيم الحزب الرئيسي المعارض في البحرين قال الشيخ على سالم الحكومة البريطانية بالتوسط بين المعارضة والعائلة الحاكمة في البحرين إذا استمرت حالة الجمود الديموقراطي التي تشهدها البلاد.
وفي لقاء مع بي بي سي، زعيم حزب الوفاق المعارض، إن الدول الغربية مثل بريطانيا، والولايات المتحدة في حاجة إلى بذل مزيد من الجهد لمنع البحرين من السقوط فريسة للتطرف من جانب الطرفين المتنازعين.
وأضاف: "أعتقد أننا في حاجة إلى المزيد من جانب بريطانيا والولايات المتحدة لتحقيق التغيير نحو الديموقراطية بشكل عملي دون أي تأخير، وستكون الفائدة للجميع، البحرينيين، والأمريكيين، والبريطانيين".
تأتي هذه الدعوة بعد أن صرح كل من المعارضة السياسية والعائلة الحاكمة أنهما يريدان حل المشاكل في البحرين عن طريق الحوار، لكن من الناحية الواقعية، لا يزال الطرفان بعيدين عن ذلك، مع استمرار النقد الموجه لسجل حقوق الإنسان في البلاد.
وتعد هذه زيارتي الرابعة للبحرين منذ بدء انتفاضات الربيع العربي، وعلى الرغم من الهدوء في الشوارع في قلب العاصمة البحرينية، المنامة، فلا تزال المدينة منقسمة بشدة، وخاصة مع تزايد حدة التوتر في القرى المضطربة التي تحيط بالعاصمة.
وقد سقط العشرات من القتلى في الاشتباكات التي وقعت منذ بدء الاحتجاجات في فبراير/شباط 2011، وتواجه البحرين انتقادات واسعة من قبل منظمات حقوق الإنسان العالمية وخاصة منظمة العفو الدولية، ومنظمة هيومن رايتس ووتش.

سمعة دُمرت

وعندما تحدث الاشتباكات، فإنها تتزايد بسرعة وتتحول إلى العنف، كما أن هناك حالات لمتظاهرين من الشباب من الذين تعرضوا للضرب بالرصاص في الوجه من مسافات قريبة من قبل الشرطة، كما أن رجال الشرطة والعمال المغتربين أصيبوا أيضا بجروح بالغة، وبعضهم سقط قتيلا من خلال القنابل البدائية التي زرعها نشطاء متشددون من المعارضة.
وقد أصيب أصحاب المحال التجارية ورجال الأعمال بخيبة أمل بسبب أحداث العنف التي دمرت سمعة البحرين التي كانت تعرف بالتعايش السلمي بين أبنائها.
وبالنسبة للشيخ على سلمان، زعيم حزب الوفاق المعارض الذي يضغط من أجل تحقيق الديموقراطية ووجود حكومة منتخبة، فإن هذه الأوقات التي تمر بها البلاد أوقات صعبة.
وينظر العديد من أبناء الطائفة السنية، التي تؤيد العائلة السنية المالكة، للشيخ علي سلمان على أنه شخصية تمثل الكراهية.
كما يرون أنه وحزبه السياسي يمثلان حصان طروادة بالنسبة للنفوذ الإيراني في البحرين وتدخلات إيران في الشؤون البحرينية، وهو الشيء الذي ينفيه سلمان بشدة.
لكن بالنسبة للعديد من نشطاء الشيعة الذين يخرجون للتظاهر والاشتباك مع الشرطة، يُنظر إلى حزب الوفاق على أنه حزب معتدل جدا، ومسؤول جدا.
وخلافا للمحتجين المتشددين، لا يعد الحزب كذلك، فهو على سبيل المثال لا يطالب علانية برحيل العائلة الملكية الحاكمة.


هناك قنوات اتصال بين ولي العهد سلمان بن حمد وحزب الوفاق
وبدلا من ذلك، يسعى الحزب لإيجاد انتخابات نزيهة ونظام ملكي دستوري، يستمر فيه الملك في الحكم كرئيس للدولة، مع السماح للشعب باختيار رئيس للوزاء ومجلس للوزراء يتمتع بكامل السلطات التنفيذية.
وعندما التقيت بالشيخ على سلمان، كان الرجل يرتدي الجلباب الأبيض التقليدي المنتشر بمنطقة الخليج، وأخذ يقلب كوب الشاى أمامه، وتراجع عندما وجهت له سؤالي حول الفجوة بين ما تطالب به المعارضة، وما تقدمه الحكومة.
فهو يعرف أنه من غير المرجح أن يتم استبدال رئيس الوزراء الحالي غير المنتخب، الذي يمارس مهامه منذ أكثر من 40 عاما.
لكن من خلال وجود قنوات اتصال خلفية لا تزال مفتوحة بين ولي العهد، وحزب الوفاق المعارض، هناك أمل في أن تتحسن الأمور من خلال احراز نوع من التقدم في الأسابيع القليلة القادمة، وذلك على الرغم من الصعوبات الموجودة.
وإذا فشلت هذه الجهود، كما يقول الشيخ سلمان، فإنه يريد أن يرى تدخلا بريطانيا من أجل الوساطة، وإلا سيكون البديل مرعبا على حد قوله.
وأضاف سلمان: "لا يمكن أن يكون لدينا متشددون في الجانبين يعملون ويدمرون هذه البلاد".