كيف تربح من غوغل ادسنس adsense( الكلمات الاكثر دفعا)


كيف تربح من غوغل ادسنس adsense( الكلمات الاكثر دفعا)

تعريف غوغل ادسنس
هوخدمة إعلانية لجوجل والتى أطلقها في عام 2003, وفيها يسمح لأصحاب المواقع بعرض إعلاناته على مواقعهم مقابل حصة من قيمة الإعلان التى يدفعها المعلن لجوجل.تكون هذه الاعلانات ذات ارتباط بالمواضيع التي يتكلم عنها الموقع . فمثلا لو كان عندك موقع حول الفوركس فان اعلانات ادسنس سوف تكون هي ايظا عن الفوركس،و لو كان موقعك متخصصا في وسائل التجميل و الازياء و الموضة فان الاعلانات سوف تكون من نفس جنس المواضيع.

عند وضعك اشهارات ادسنس داخل موقعك وقيام الزائر بالضغط علي هذه الاشهارات يتم احتساب ثمن هذه الضغطه
وتضاف الي حساب ارباحك ، ويتراوح سعر الضغطه من 0.01 سنت الي 10 دولارات أو اكثر و ذلك حسب نوع الاعلان الذي يرتبط بمحتوي الموقع.....

ما علاقة المحتوى باسعار الضغطات؟؟؟؟
للمحتوى كل العلاقة، بل هو الاهم في معادلة ارباح ادسنس فلو كان لديك موقع يتحدث عن التجارة واخر عن الكتب فايهما سوف يجني لك ارباحا اكثر؟؟؟
موقع التجارة .
لماذا؟؟؟
لان اعلانات ادسنس التي سوف تظهر بهاسوف تكون لمواقع تتحدث عن "التجارة" وهي كلمة مفتاحية عليها منافسة كبيرة ،و بالتالي فان المعلنين لهذه الكلمة يدفعون مبالغ طائلة لبرنامج ادوردز للدعاية لمواقعهم لدى المشتركين بادسنس وتقوم غوغل بدورها باعطاء نسبة للمعلنين عند كل ضغطة.

ماهي الكلمات الاعلى دفعا في ادسنس ل2009
(google adwords keyword )
فيما يلي اعلى 100 كلمة ربحا في ادسنس لسنة2009

online accounting degree - $27.50
car insurance - $22.89
online psychology degree - $20.78
online paralegal degree - $19.45

. buy domain name - $17.10
domain names - $17.57
insurances - $17.67

interest credit - $15.53
crm software - $15.96
mba degree online - $15.78

online college degree - $14.10
. AdWords campaign - $14.63
interior design degree - $14.17
hosting providers - $14.25
bachelor degree on line - $14.36
education degree online - $14.69

email marketing - $13.24
online degree - $13.74
debt - $13.18
web hosting - $13.03
web site register - $13.04

teaching degree - $12.72
degree education on line - $12.44
. graphic design degree - $12.58
AdSense - $12.43
available domain name - $12.97
. website domain names - $12.65

ecommerce hosting - $11.81
car loans - $11.79
bulk email marketing - $11.77
master degree on line - $11.51
network monitoring software - $11.45
visa credit card - $11.83

credit cards - $10.93
addwords - $10.92
project management software - $10.80
. register a website - $10.47
student credit card - $10.54
University Degrees Online - $10.98
. web domain name - $10.62
merchant account - $10.55
personal domain name - $10.26

AdWords - $9.41
. cheap domain name - $9.16
. free credit report - $9.57
loans - $9.86
register domain - $9.03
survey software - $9.51
voip phone system - $9.57
web host rating - $9.75
yahoo domain name - $9.00

buy domains - $8.84
life experience degree - $8.36
voip billing software - $8.21
unlimited web hosting - $8.31
register url - $8.69
pay per click - $8.18
nursing degree - $8.81
register domain name - $8.31
best webhost - $8.68
marketing software - $8.28

scheduling software - $7.60
debt management - $7.15
hp computer - $7.52
graduate degree program - $7.93
payroll software - $7.95
yahoo domain - $7.70

degree - $6.37
gas prices compare - $6.19
lung cancer treatment - $6.10
travel insurance - $6.76
tax software - $6.89
web space provider - $6.62
yellow page advertising - $6.56

. bankruptcy - $5.72
construction estimating software - $5.80
. dell computer - $5.79
shopping cart software - $5.23
turbo tax - $5.47
. university degrees - $5.68
virus protection - $5.58
free domain name registration - $5.81
how to get a web site - $5.83

undergraduate degree - $4.71
flowers - $4.83
keyword tracking - $4.37
financing - $4.50
microsoft certification - $4.88
norton anti virus software - $4.01

database software - $3.13
Norton virus protection - $3.85
quicken - $3.46
quick money - $3.32
earn money online - $3.04

. google news - $2.07
web design software - $2.57
your site - $2.57
zire pda - $2.16

java software - $1.69
knee support - $1.57
zenith television - $1.55

تنبيه:
القيمة المشار اليها امام كل كلمة لا تعني مقدار الربح الذي سو ف يجنيه الصاحب الموقع المعلن لديه، بل يشير الى ما دفعه المعلن الى غوغل،،، ثم تقوم غوغل بعد ذلك بدفع نسبة معينة( النصف او الثلث) الى صاحب الموقع العلن لديه عند كل ضغطة.
كثلا لنفترض ان لي موقع بالانجليزية يتحدث عن عن السلفات credits وظهر عندي اعلان interest credit - $15.53
وقام احد زوار موقعي بالضغط عليه فكم سوف اجني؟؟؟؟
سوف يتراوح ربحي ما بين 4الى 7 دولار عن كل ضغطة.

تمنياتي لكم بالربح الوفير..........

أكمل القراءة

عمق حضاري بدون قيّم أخلاقية

ورة من صور الإفلاس السياسي:

عمق حضاري بدون قيّم أخلاقية

من إيجابيات المحطات الفضائية للبث التلفزيوني، أنّها تكشف عمّا كان مستورا بين الدول والمجتمعات، فنصحّح بفضلها الصور التي تراكمت في أذهاننا منذ أجيال وأجيال عن هذا البلد أو ذاك؛ وتشاء الأقدار أن تجعل من مباراة رياضية سببا لكشف هذا المستور بين الجزائر ومصر، إذ جنّدت القاهرة منذ فوز الفريق الوطني لكرة القدم على نظيره المصري في ملعب أم درمان بالخرطوم، ترسانتها الإعلامية من قنوات فضائية وإذاعات وعناوين صحفية في سباق محموم غير معهود لإلحاق أوجع الضربات بكرامتنا الوطنية، واستخسرت فينا تلك الأفراح العارمة التي اجتاحت الجزائر من أقصاها الى أقصاها في عرس لم نر له مثيلا منذ فرحة الاستقلال. ولم تتورّع هذه الترسانة حتّى عن شتم تاريخنا وشهدائنا وهويّتنا ورموزنا وطعننا في شرفنا، وتأجيج الشارع الغاضب للاعتداء على رعايانا المقيمين في مصر تحت مسؤولية حكومتها؛ لقد استُعمِل من الألفاظ البذيئة الجارحة على امتداد الأيام بلياليها منذ انتهاء المباراة ما لا تجده إلا في قاموس أرذل النّاس وأحطّ الرجال من عديمي الأخلاق، ممّن لا يستحقون الاحترام أو الذّكر، وإذا ذكروا اقترنت بهم عبارة "العياذ بالله"، اتّقاء لرجس الشيطان، ويستحيل أن يكون هذا الصنف من فصيلة بناة حضارة السبعة آلاف عام أو يكون من طينة الشعب المصري الطيّب.






    • ـ من منّا لم يُصدم أمام حجم الكراهية التي تفجّرت بهذا السّيل من الشتائم على ألسنة النساء والرجال من وزراء، ونواب، وإعلاميّين، وفنّانين، ومحامين ومهندسين، ونقابيين؟ من منّا لم يتساءل: لماذا هذا الحقد الأعمى على الجزائر قيادة وشعبا؟ هل أساءت الجزائر في يوم من الأيام الى مصر خارج دائرة ما اقتضاه التضامن المصيري الرّاسخ مع نضال الشّعب الفلسطيني الشقيق ؟ هل تأخّر الجزائريون عن نصرة إخوانهم بالدّم والمال والعتاد عندما كانت جحافل العدو الإسرائيلي تطوي سيناء في طريقها لاحتلال القاهرة في حربي 67 و 73 ؟ وحتّى عندما بادرت الجزائر الى تشكيل جبهة للدّول العربية الرافضة لاتّفاقيات "كامب ديفيد" الإستسلامية، فيما يُعرف بجبهة الصمود والتّصدي، لم ينجرّ إعلامنا الوطني الى الإساءة الى الشعب المصري الشقيق الذي وقف الى جانب ثورتنا التحريرية، كما فعل الأشقاء الآخرون، حتى استرجعت الجزائر سيادتها واستقلالها، بل احتضنت بلادنا صانع عبور أكتوبر 73 الجنرال سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان الجيش المصري لاجئا سياسيا معزّزا مكرّما الى أن عاد الى بلاده بمحض إرادته.
    • ـ لو اقتصرت الحملة الهستيرية المتواصلة على نظامنا السياسي، وجنّبت الشعب سمومها، لقلنا ربّما هناك حسابات خفية نجهلها بين نّظامي البلدين تجري تصفيتها عبر المباراة الرياضية المؤهلة لتصفيات كأس العالم لكرة القدم، ولكن أن يقع التركيز على الشعب بأحطّ العبارات والصفات، ويجري استنطاق تاريخه بما ليس فيه، فهذا يشير الى أنّ الأمر يتجاوز مجرّد أحداث شغب كثيرا ما تقع في البلد الواحد بين مشجّعي الفرق الرياضية المتنافسة كما يحصل غالبا على سبيل المثال، بين أنصار الزمالك والأهلي في مصر ذاتها؛ وسل عمّن له مصلحة في هذا التطاول الهمجي، تعرف أن المستفيد منه ثلاثة أطراف:
    • 1) النظام المصري الذي يريد امتصاص غضب الشارع بتحويل إقصاء فريقه الوطني من تصفيات كأس العالم الى قضية وطنية تهدر كرامة مصر التي تُختصر فقط ـ يا للعجب ـ في مباراة لكرة القدم. وقد حَشد لذلك كل الشرائح الاجتماعية لممارسة إرهاب فكري ونفسي على أوسع نطاق حتى لا يُسمع صوت الشرفاء في مصر الذين يرفضون أن تتحول بلادهم الى أضحوكة بين الأمم، أو أن يُزجَّ بها في معارك وهمية لخدمة أغراض مريبة، بدءًا بنقل الحُكم من الأب الى الابن في آخر خطوة للإجهاز على مكاسب ثورة الضباط الأحرار، وانتهاء بالتستُّر على دوامة الفساد، والغرق في قاع التّبعية، وانتشار الفقر وآفاته بشكل معيب.
    • 2) التيار الإنعزالي الذي يرى مصلحة مصر في تخلّيها الطوعي عن دورها التاريخي والتقليدي، بدعوى أنّ التّمسك بمفهوم الأمة في إدارة القضايا والمشاكل الدولية مفهوم بات من مخلفات الماضي؛ وقد استطاع هذا التيّار أن يكسب مواقع هامة داخل "أمانة السياسات" التي يرأسها نجل الرئيس حسني مبارك في الحزب الحاكم، كما استطاع أن يمدّ جسورا مع التيار الانعزالي التقليدي الذي ترعاه الكنيسة، والذي يُعوّل عليه لكسب معركة التوريث لما له من امتدادات في العالم الغربي.
    • 3) أما الطرف الثالث، فهو المستفيد الأكبر من هذا الصراع الداخلي الدائر بين التيار الإنعزالي المهيمن على مساحة كبيرة من القرار السياسي، والتيار القومي المحجَّم، مما يزيد دور مصر الإقليمي ضعفا كما نراه اليوم في الأزمات العربية، فيسهل تبعا لذلك على هذا الطرف، أي إسرائيل، تمرير سائر مخطّطاتها لتكريس احتلالها لفلسطين وبناء شرق أوسط جديد على أسس طائفية ومذهبية.
    • إنّ ما خطّط له العدو الإسرائيلي مع حليفه الإستراتيجي الأمريكي نجح في مرحلته الأولى بعزل مصر كدولة عن محيطها الطبيعي حين فكّت ارتباطها بالقضية الفلسطينية، فأخرجت بذلك نفسها من الصف العربي، وها نحن في بداية المرحلة الثانية بالشروع في عزل شعب مصر عن بقية الشعوب العربية، حتّى تتحوّل مصر، القلب النابض للعروبة، الى مصر الدولة العازلة للعرب، والدليل على ذلك أنّ حملتها الإعلامية الهستيرية التي ترعاها دوائر رسمية، طالت كلّ العرب بدْءا بالسّودان المضياف مع أنّ مصر هي التي اختارته لاحتضان المقابلة الفاصلة، ثم انقلبت عليه عندما سارت الرياح بما لا تشتهي السُّفن .
    • ويُخطْئ من يتصور أنّ إسرائيل مازالت في حاجة الى مصر كما كانت حتّى الثمانينات من القرن الماضي.
    • لقد أخذت إسرائيل من مصر كل ما تريد عندما أخرجتها باتّفاقيات كامب ديفيد المشؤومة من دائرة الصراع العربي الإسرائيلي، وتقاسمت معها عمليا السيادة على جزء من سيناء وخيراته، وإنّما تريد اليوم استغلال المنصّة المصرية للقفز الى المحيط الإقليمي بواسطة التّطبيع الذي يتجاهل الحقّ الفلسطيني، وتعبئة العرب ضدّ إيران لتقسيم الأمة الإسلامية؛ وهذا ما يجري بالضبط من خلال حملات الشتم والدعوة الى مقاطعة الجزائر، وما درى القوم أن هذه الحملات قد تثير دولا عربية أخرى فتتضامن مع هذا أو ذاك، وبذلك نزداد جميعا تفتّتا وضعفا وتخلّفا ويزداد العدو الإسرائيلي قوّة وغرورًا وتوسّعا، فتضيع منّا فلسطين، ويُهوّد القدس الشريف بكامله.
    • كم تمنّينا أن تسيّر تلك المظاهرات المفبركة أمام مقرّ سفارة الجزائر بالقاهرة الى مقرّ سفارة إسرائيل عندما كانت طائراتها الحربية تدمّر قطاع غزة، وتُجهز بالقنابل المحرّمة دوليا على إخواننا الفلسطينيين من نساء وأطفال وشيوخ ومرضى، بعد أن أنهكتهم جوعا بحصار محكم لم يرحمه الشقيق الأكبر!
    • كم تمنّينا أن يُحرق العلم الإسرائيلي، بدل العلم الجزائري، حين كانت إسرائيل تقصف برّا وجوا وبحرا لبنان في صائفة 2006، وتمعن في ارتكاب أبشع الجرائم ضدّ أبنائه العُزّل من كلّ الأعمار والشرائح الإجتماعية ؟
    • كم تمنّينا أن نرى هؤلاء المثقفين والفنّانين والإعلاميين والمحامين ... ـ لو كانوا فعلا من النوع الراقي ـ يقفون، كما يفعلون اليوم ضد الجزائر، وقفة تضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق، والمقاومة اللبنانية، وضدّ الإحتلال الأمريكي للعراق، وكم تمنينا أن نراهم يقفون وقفة تنديد بزيارة رئيس الكيان الصهيوني الذي سفك دماء المصريين في أربع حروب، والذي شاءت الصدف! أن يتزامن وصوله الى قاهرة المعزّ مع الحملة المسعورة ضد الجزائر، ومحاكمة خلية لحزب الله أرادت إيصال المعونة الى أبطال المقاومة في غزة لمساعدتهم على دحر العدوان الإسرائيلي.
    • 18 نوفمبر سيبقى في تاريخ العلاقات بين البلدين يوما حزينا عالقا بأذهان الشباب، بحيث سيكون هناك ما قبل 18 نوفمبر وما بعد 18 نوفمبر.
    • صحيح، وقعت أخطاء من جانبنا في مواجهة هذه الأزمة المفتعلة كعدم التدقيق قبل النشر في بعض المعلومات، وعدم المبادرة الى اتخاذ إجراءات وقائية لحماية المصالح المصرية في الجزائر مباشرة بعد الإعتداء على حافلة الفريق الوطني في القاهرة، ولكن الإعلام المصري يدرك جيّدا أنّ الشارع الجزائري تحرّك كردّ فعل على إساءة سابقة طالت فريقه الوطني، وأنصاره، وبلغت هذه الإساءة ذروتها عندما أدّعى الطرف الآخر، بدل أن يعمد الى معاقبة المشاغبين والإعتذار عن الفعل الهمجي، بأنّ اللاعبين الجزائريين هم الذين حطّموا زجاج الحافلة من الداخل، وأسالوا دماءهم بأيديهم خوفا من المنازلة ! حقّا، ربّ عذر أقبح من ذنب. لو كنّا شيعة وكان اليوم يوم عاشوراء، لوجَد المفترون من يصدّقهم.
    • بعد أشهر، لن تبقى سوى الأحقاد التي زرعتها حثالة هي أسوأ ما في المجتمع المصري الطيّب، وآنذاك سيكتشف القوم حجم الأضرار التي أحدثوها بجلد ذواتهم قبل الإساءة الى غيرهم.
    • قد نعضّ على جراحنا حتى ننسى ونصفح عمّا صدر من بذيء الكلام عن "بلطجية" النيل، ولكن شتم الشهداء العظام الذين صنعوا أشرف ما في التاريخ العربي المعاصر، سيظل جُرحا مفتوحا ينزف قيحا ندعو الله أن يساعدنا على تحمُّل ألمه، وسيظلّ أيضا ذكرى أليمة راسخة في الأذهان ندعو الله أن يوفّقنا الى التمييز بينها وبين مصر جمال عبد الناصر.
    • لقد انتصر فريقنا الوطني وكفى، وهو الآن يعُدّ العُدّة لللقاءات القادمة، فتحية لهذا الفريق الذي لقّن هؤلاء دروسا بالفنّ الرفيع في ضبط الأعصاب، فاستحقّ بشهادة الجميع تأشيرة تمثيل العرب في تصفيات كأس العالم القادمة، وتحية لطاقمه الفنّي وجميع مؤطريه في اتحادية كرة القدم ووزارة الشباب والرياضة، الذين وفروا أسباب الفرحة لشعبهم.
    • وتحيّة للشعب الذي هبّ بكل شرائحه لتشجيع فريقه الذي حمل العلم الوطني المخضّب بدماء الشهداء الزكية، الطاهرة. إنّ العلم الذي أحرقه الحقد الأعمى في أماكن عدّة من مصر، يرفعه الشباب الجزائري من تلقاء نفسه زينة وسترة وفخرا بوطنه وبأمجاده، ولا يرفعه كما يفعل غيره سروالا لستر العورة، أو يتاجر به بضاعة في سوق العرض والطلب.
أكمل القراءة

ثرثرة فوق النيل

ثرثرة فوق النيل

عنوان هذه الكلمة هو عنوان لإحدى روايات الكاتب المصري نجيب محفوظ، وقد اخترته "إرضاء" لنزعة "التفرعن" عند بعض المصريين، ليستشهدوا به على أنهم "كبار" لدرجة أن جزائريا لم يجد ما يُعنون به مقالا، فاقتبس عنوانه من عندنا.


  • وأودّ أن أؤكد أن شرفاء مصر الذين عرفناهم في الجزائر وفي مصر وفي أي مكان ومن لم نعرفهم، هم منّا في المحل الأرفع، وأنا أسُلهم من سفهاء مصر وأراذلها، وبادي الرأي منها ولو كانوا هم الأعلون في مصر، كما تُسلّ الشعرة من العجين، وكما سلّ حسّان بن ثابت سيدنا محمدا عليه الصلاة والسلام من قريش عندما هجا الملأ منها، والسفيه للسفيه قريب.
  • ينطبق على هؤلاء السّفلة ـ وإن عدّوا أنفسهم "كبارا" ـ المثل المصري القائل: "من برّه الله الله، ومن جوّه يعلم الله".
  • لقد أخرج الله عز وجل ما في داخل هؤلاء السفهاء من سخيف الرأي، وبذيء القول، ما يجعل الآدمية تتبرّأ منهم.
  • واحتراما للقراء الكرام ومحافظة على وضوئي وحماية للبيئة حتى لا تتلوث فإنني لن أذكر اسما من أسماء هؤلاء الأراذل، والقلم الذي أقسم به الله عزّ وجل، أشرف وأنظف من أن ألوّثه بذكر أسماء تلك الكائنات التي أساءت لشعب من أنبل الشعوب، ولتاريخ من أمجد التواريخ، ولشهداء من أكرم الشهداء.. وعلى الجزائريين الذين ذكروا اسما من أسماء أولئك السفهاء من المصريين أن يُعيدوا وضوءهم، لأنه انتقض بذكرهم لتلك الأسماء، وأما "المذهب" الذي اعمدتُ عليه في طلبي إعادة الوضوء، فهو مذهب الشاعر الأمازيغي الأندلسي أبي بكر اليكي الذي قال عن أحد السفهاء من "كبار" الأجسام صغار الأحلام:
  • أعد الوضوء إذا نطقت به
  • متذكرا من قبل أن تنسى
  • واحفظ ثيابك إن مررت به
  • فالظل منه يُنجّس الشمس
  • ومع ذلك، فينبغي أن أعترف وأقرّ أنه لو أنشئت في أي مكان في العالم مسابقة ـ تُتوّج بجائزة ـ للسفهاء والأنذال والخساس لما حاز عليها، ولما فاز بها غير هذه "الحُمُر المستنفرة" في مصر، التي جمعت آيات المنافقين التي وردت في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: "آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتُمن خان" وفي رواية أخرى: "وإذا خاصم فجر".
  • أنا لستُ من المهتمين بـ"عالم الأقدام"، وأرى هذه الكرة فتنة لم تُصِب الصغار فقط؛ بل أخرجت من يعدون أنفسهم من أولي الألباب عن وقارهم ورزانتهم حتى أنستهم هموم الأمة، بل ذكر الله عزّ وجل، ورحم الله آباءنا وأجدادنا الذين كانوا يقولون لنا عندما كنا صغارا نلعب بالكرة التي نصنعها من القش والورق: "ياولاد ما تلعبوش براس الشيطان" لما تسببه تلك الكرة من مناوشات بيننا..
  • ولكن الذي جعلني أخرج عمّا اخترته لنفسي، وأخوض مع الخائضين في هذا "السوق" هو ما تفوّه به، وما قام به بعض صغار المصريين ـ ولو كبر مقامهم ـ الذين يحسبون ـ غباء وجهلا منهم ـ أن الله عزّ وجل لم يخلق مثلهم في البلاد، لأنهم أبناء فرعون ذي الأوتاد.. الذي استخف قومه فأطاعوه، "وإن فرعون الجديد لعالٍ في الأرض ـ كأخيه ـ وإنه لمن المفسدين" كما يقول الإمام محمد البشير الإبراهيمي. (الآثار.. ج3 ص 469).
  • لقد استغربت من تمسّك أراذل المصريين وسفهائهم بالانتساب إلى الفراعنة، وحرصهم على ذلك، بدلا من التبرّؤ منهم، لأن هذا الانتساب لا يكون إلا لأحد الفرعونين؛ فرعون موسى أو فرعون هذه الأمة ـ أبي جهل ـ وكلاهما في النار، و"المرء مع من أحب" كما صحّ عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
  • إن شرفاء مصر ورجالها الذين رفعوا رأسها، وأذاعوا اسمها، ونشروا فضلها يستنكفون أن ينتسبوا إلى "الفرعونية"، ونحن نعرف هؤلاء الشرفاء ـ الأحياء منهم والأموات ـ ومنهم الإمام الجليل محمد الغزالي رحمه الله وطيب ثراه- الذي قال في محاضرة له في مدينة تيزي وزو المجاهدة، وقد رافقته إليها في سنة 1989 في آخر عهده بالجزائر: "أنا من بلد الفراعنة، ويمكن أن يكون جدي هو الفرعون الذي طارد موسى عليه السلام ويمكن أن يكون هو الذي بنى الهرم الأكبر أو نحت أبا الهول.. ولكن ذلك كله لا يشرفني، ولا يزهو بي، أما الأمر الذي يرفع خسيستي، ويُطيل هامتي، ويعلو بنفسي إلى أعلى عليين فهو أنني مسلم من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم خير من وطئ الثرى وأفضل من هدى الورى..". وقد نشرت هذا الكلام في جريدة "الشروق اليومي" في 4 مارس 2004، بمناسبة ذكرى وفاة الإمام الغزالي. ومن جملة ما ذكرته في ذلك المقال أنني سألته عندما زرته في بيته بالقاهرة ـ صحبة الأخ الدكتور عبد الرزاق ڤسوم ـ عن المسؤول الأول في مصر، فقال عنه: "الرجل دا باع البلد".
  • لقد اكتشفت سبب حرص بعض المصريين على الانتساب إلى "الفرعونية" وتشرفهم بها، حيث منّ الله عز وجل عليّ فأعثرني على هذا السبب، الذي يتمثل في المواد الدراسية التي تكون شخصية المرء.. فقد قامت الدكتورة نادية سالم ـ المصرية ـ "بدراسة علمية في كتب التاريخ والجغرافيا، والتربية الوطنية في مصر وسوريا ولبنان والأردن.. فأظهرت نتائج تحليل المضمون الكمّي أن الكتب الدراسية في مصر تؤكد فرعونية مصر بنسبة 54٪ وتؤكد الانتماء المصري بنسبة 30٪، ويشكل الانتماء العربي 16٪.. وأن أكثر الشخصيات التي تناولتها الكتب المدرسية بالعرض والتحليل هي محمد علي 19٪ من عدد الصفحات، والرسول عليه الصلاة والسلام 7٪ ونابوليون 7٪ وعُرابي 5٪.. وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب وطارق بن زياد وجوهر الصقلي 0.5٪ (1)" وأما وصفُ أنفسهم بـ"الكبار" من دون العالمين فهم أشبه في هذا باليهود الذين يزعمون ويدعون أنهم "الأفضل".. ولنُسايرهم في "كبرهم" على شرط أن يخبرونا أي الوصفين يقصدون، فالجذر اللغوي "كبر" منه الكِبر، وهي أول معصية عُصي بها الله عز وجل ومنه "الكِبَر" وهو "الهرم"، أي أرذل العمر، الذي لا يعلم صاحبه من بعد علم علما.
  • إن هذا الغرور لم يسلم منه حتى بعض المصريين الذين هم على شيء فهاهو مصطفى صادق الرافعي رحمه الله يستعمل كلمة "سهلا مهلا" ثم يعلق قائلا: "هذا الاستعمال مما وضعناه نحن وليس في اللغة (2)"، ووالله الذي خلق الرافعي أن هذا الاستعمال يستعمله الأميون في الجزائر فضلا عن المثقفين فيقولون عن أي شيء في المتناول "سهله مهله". فلماذا يتعاظم هؤلاء المصريون، ولا يقرون أنهم كسائر البشر يعلمون شيئا ويجهلون أشياء.. وصدق الشاعر القائل:
  • شر الجهالة ما كانت على كِبَر
  • تسود الشيب مثل الحبر في الورق
  • وأما ذلك الناهق الناعق الذي استهزأ من اسمي ولقبي، وهو من أشرف الأسماء والألقاب، وكذب كذبة تهوي به إلى الدرك الأسفل من النار، فادعى أنني أتقاضى أجرا من إسرائيل!!! وهو ما أضحك عليه الأطفال في المهود، والموتى في اللحود؛ فأقول له:
  • يكفيك شرا من الدنيا ومنقصة
  • أن لا يبين لك الهادي من الهاذي
  • ولاشك في أن هذا الدعي، الذي قال ما قال في إحدى علب الفسق المصرية، هو ممن ينطبق عليه قول الشاعر:
  • ما منهم إلا حمار صوّتت
  • في فيه جحفلة (❊) ويحسبها شفه
  • وإن مدّ الله في العمر، ومنّ عليّ بالصحة إلى الأسبوع القابل فسأضحك الناس على "الحدوتات المصرية".
  • وعيد سعيد، لشعبنا ولأمتنا الإسلامية، وتعسا للفتانين، الذين يتشرفون بالانتساب إلى الفراعين ويسخرون من الشهداء والمجاهدين.
أكمل القراءة

سقوط‭ ‬مسرحية‭ ‬التوريث‭ ‬في‭ ‬ملعب‭ ‬المريخ



سقوط‭ ‬مسرحية‭ ‬التوريث‭ ‬في‭ ‬ملعب‭ ‬المريخ‭!!‬

التطاول‭ ‬على‭ ‬الأسياد‭ ‬وجرأة‭ ‬ضحايا‭ ‬الإستبداد

تأوهات‭ ‬الرقاصين‭ ‬في‭ ‬فضائيات‭ ‬العار

كنت‭ ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أبارز‭ ‬فرسانا‭ ‬لكنني‭ ‬لم‭ ‬أرهم‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الليلة‭ ‬الراقصة‭ ‬على‭ ‬قناة‭ ‬دريم‭ ‬الحالمة‭ ‬باسترجاع‭ ‬عذرية‭ ‬مفقودة‭ ‬فضها‭ ‬شاب‭ ‬صنديد‭ ‬من‭ ‬أحفاد‭ ‬طارق‭ ‬بن‭ ‬زياد‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬الرائع‭ ‬عنتر‭ ‬يحيى‭..‬

  • ولأن أخلاق الفرسان تستوجب حق رد المعتدي بروح طارق بن زياد وابن باديس وعميروش وسي لخضر وبومدين أستحلفكم بالله وبروح هؤلاء الأطهار أن تمنحوا لي مساحة أبارز فيها (للأسف) حشرات بعض القنوات غير الإعلامية، كما أنني لا أرغب أن أكون شيطانا أخرسا أمام التطاول على قامات‭ ‬بلدي‭ ‬الشامخة‭ ‬من‭ ‬شعب‭ ‬ورئيس‭ ‬وشخصيات‮ ‬وتاريخ‭ ‬مفخرة‭ ‬جميع‭ ‬الشعوب‭ ‬الحرة‮.‬
  • قال أحد الرقاصين على"الوحدة ونص" في قناة"دريم" الحالمة باستعادة عذرية مفقودة أن الشروق نسخة عربية لجريدة معاريف الإسرائيلية ولأنني أعرف شروقي سابق أقول لهذا "الحشرة" وهو يحس بالألم في مكان أستحي إحتراما لكم ولنفسي وللقراء أن أذكره أن معاريف التي باركت لكم انتصاركم المؤقت في القاهرة لا نعرفها بقدر ما تعرفون صحفييها الذين يقضون إجازاتهم في شرم الشيخ، لكن دعوني أقول إن تلك القناة وغيرها التي أسقطتها الشروق في مياه النيل أن شروقي سابق سيعري المهازل وما سمي بالحجج وأفككها واحدة واحدة وأنا أدخن سيجارا كوبيا والعلم‭ ‬الجزائري‭ ‬الطاهر‭ ‬يرفرف‭ ‬في‭ ‬شرفتي‭ ‬وستضحكون‭ ‬من‭ ‬بؤس‭ ‬رقصة‭ ‬‮"‬ندابات‮"‬‭ ‬الإعلام‭ ‬وفيها‭ ‬من‭ ‬المواقف‭ ‬المضحكة‭ ‬ما‭ ‬تتقطع‭ ‬له‭ ‬الأحشاء‭. ‬وفيها‭ ‬من‭ ‬الإنحطاط‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يحتمل‭ ‬الصمت‭ ‬ولسنا‭ ‬نحن‭ ‬بالذي‭ ‬يخشى‭ ‬الشراذم‮.‬
  • ‭ ‬
  • ‭ ‬جلسة‭ ‬عزاء‭ ‬نجسة‭ ‬على‭ ‬دريم‭ !!..‬
  • أما أنصاف الرجال الذين أحضروا في تلك الليلة الليلاء ولا أذكر أسماءهم حتى لا ينتقض وضوئي فقد هزوا"الأرداف" أكرمكم الله وشتموا رجالنا بكل »شجاعة« وهم الذين ارتعدت فرائسهم أمام ثلة من الشباب المتحمس للكرة فأرعبوا وفروا فرار النعاج أمام الأسود وولوا الأدبار.
  • وبعد أن جلسوا في الاستوديوهات المكيفة بكوا بكاء الثكالى حتى خيّل لي أن طائرات الصهاينة عادت إلى غزة الأبية لقصف الأطفال والنساء وفي غمرة الهيجان قال أحد الدهماء منهم وهو لا يتقن الحديث جملة واحدة بلغة القرآن أن »الجزائريين كانوا بيدوا فلوس للسوداني ثم يسلمونه‭ ‬تزكرة‮(‬تذكرة‮)‬‭ ‬وعلم‭..‬‮ ‬طب‭ ‬إزاي‮ ‬ما‭ ‬يشجعهمش‭ ‬أنا‭ ‬لو‭ ‬إديتني‭ ‬20‭ ‬جنيه‭ ‬هامسك‭ ‬العلم‭ ‬و‭ ‬أدخل‭ ‬أشجع‭" ‬إنتهى‭ ‬كلام‭ ‬سيء‭ ‬الذكر‭ ‬على‭ ‬قناة‭ "‬دريم‭" ‬الحالمة‮.‬

  • يبيع‭ ‬وطنيته‭ ‬بعشرين‭ ‬جنيها
  • لاحظوا معي أن "الندابة" وهي مهنة في مصر وفي غمرة تألمه لما أسماه اغتصابا لبكارته على ضفاف النيل (السوداني) قال بالحرف الواحد إنه مستعد لتشجيع فريق يلعب ضد منتخبه الوطني مقابل عشرين جنيها لا غير ..وهذا هو الفرق بيننا وبين تفكير "ثقافة هز البطن" لقد كان الشباب المغترب الجزائري بحسب الرواية المصرية يشترون التذكرة من السوق السوداء باربعة مئة أورو (يا لهوي دي بتشتري أربعة مئة صحن فول أي ما يعادل وجبة لاربعة مئة يوم يا باشا) بل تشتري الكثير مما لا نبيعه نحن !! ووالله لو منحت كنوز الدنيا لمناصر من مناصري محاربي الصحراء‭ ‬في‭ ‬السادسة‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬لما‭ ‬شجع‭ ‬غير‭ ‬فريقه‭ ‬فنحن‭ ‬لا‭ ‬نباع‭ ‬ولا‭ ‬نبيع‭ !!‬

  • حفلة‭ ‬لطم‭ ‬في‭ ‬جنازة‭ ‬الغرور‭!!.‬
  • ‭ ‬بعدها‭ ‬تحول‭ ‬ذاك‭ ‬العرض‭ ‬المسرحي‭ ‬الوسخ‭ ‬إلى‭ ‬حفلة‭ ‬لطم‭ ‬في‭ ‬جنازة‭ ‬التوريث‭ ‬وطال‭ ‬اللسان‭ ‬حتى‭ ‬بلغ‭ ‬الأدبار‭ ‬وصار‭ ‬ينفث‭ ‬كلاما‭ ‬رائحته‭ ‬نتنة‭ ‬مثل‭ ‬أصحابها‭...‬
  • فبعد موقعة أم درمان بقيادة القائد المحنك رابح سعدان الذي لم "يشحتط" الإنتصار البطولي بدأ المأتم الإعلامي على دريم وأخواتها من قنوات البؤس لتبرير الهزيمة الكروية النكراء ..فالغنادرة والشلاببة والدببة يقبلون بالهزيمة من رغيف العيش إلى السكن في المقابر والصفع‭ ‬على‭ ‬القفى‭ ‬وإعلان‭ ‬ليفني‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬أشقائها‭ ‬من‭ ‬قاهرة‭ ‬المعز‭ ‬لدين‭ ‬الله‭ ‬الفطمي‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬صغار‭ ‬النفوس‭ ‬يرفضونها‮ ‬في‭ ‬الكرة‭ ‬فقط‭ ‬أمام‭ ‬الأشقاء‭ ‬فهم‭ ‬الأخت‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬ترغب‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬العرب‭ ‬صغارا‭..‬

  • ‭ ‬شاهد‭ ‬مرعوب‭ ‬ما‭ ‬شافش‭ ‬حاجة
  • بدأ المسرحية السخيفة بالإدعاء بمحاصرة عشرات الآلاف من الفارين من ملعب المريخ من طرف قوات جزائرية خاصة نزلت وقت المبارات على متن طائرات حربية (شوف الخيال السينمائي الرائع) ويا للمهزلة قال أحدهم إنهم أحضروا بطالة مسلوقة ووضعوا فيها مسامير لضرب المصريين. وأصر هؤلاء أن البطاطة كانت "مغلية" بمعنى أنا رخوة لا تتحمل المسامير التي غرزت فيها وإذا صدقنا هذا الهذيان المصري وأقسم بالله العظيم أنه قيل في قناة دريم التي شاهدها الملايين وبثت ليل السبت فإن القوات الخاصة الجزائرية طبخت قناطير من البطاطا "المشرشمة" وزرعت فيها‭ ‬المسامير‭ ‬لتضرب‭ ‬المصريين‭ ‬ولكم‭ ‬أن‭ ‬تتخيلوا‭ ‬كم‭ ‬من‭ ‬‮"‬الطناجر‮"‬‭ ‬المصرية‭ ‬يحتاجونها‭ ‬لسلقها‭ !!..‬‮ ‬شوفوا‭ ‬الخيال‭ ‬الزبالة‭ ‬وين‭ ‬يوصل‭ ‬صاحبه‮.‬
  • ‭ ‬
  • شريط‭ ‬أرجنتيني‭ ‬لمناصرين‭ ‬جزائريين‭ ‬بالسكاكين
  • الحجة التي أرادت بها زفة دريم والنواحات التي حضرت مجلس العزاء بعد مقتل الغرور والعنجهية إفحام الجزائريين بها هو شريط أرجنتيني اقسم لي صديق من غزة أنه من البطولة الأرجنتينية وهو لشباب يحملون بعض السكاكين والشفرات يلوحون بها في السماء، وقد ركب عليه صوت لأهازيج الجمهور الجزائري الرائعة وقيل إنهم قطعوا الجمهور المصري "حتت" وقد رأيت الشريط وأنا إعلامي تلفزيوني وأعرف لغة الصورة ولم يكن بين الشباب ولا واحد يحمل علما جزائريا أو يرتدي قميصا للفريق الوطني ولا "بونادانا" في مرفقه فكيف بالله عشرات من المشجعين لا يحمل منهم ولا واحد أي سمة تدل على أنه جزائري اللهم إلا السكاكين التي كانت تقطع الأدبار قبل العقول فتصدر صراخا وتأوهات كمن فعل به فعل مشين من أفعال قوم لوط والمخانيث أجلكم الله. أما الفصل الثاني من المسرحية البئيسة التي لعب فيها من سموهم دكاترة وفنانين دور اللابطولة فهي أن ثلاثة آلاف مسجون محكوم عليهم بالمؤبد وواحد منهم محكوم عليه بالإعدام من الجزائريين أطلق سراحهم وأرسلوا إلى السودان لترويع المصاروة الطيبين ولكم أن تتخيلوا المهزلة وكيف لأي دولة في العالم أن تطلق سراح مساجينها المحكوم عليهم بالمؤبد وترسلهم إلى الخارج لتشجيع فريق الكرة ثم يعودون عبر الطائرة ومنها إلى زنزانات السجن ولم يفر منهم ولا واحد حتى ذلك المحكوم عليه بالاعدام الذي عاد فرحانا إلى المقصلة لكي تقطع رقبته وهو يردد "وان تو ثري فيفا لا لجبري" ورفض أن يهرب من حكم الإعدام سباحة عبر النيل الى قاهرة الحرية‭.‬

  • شهادات‭ ‬ميتة‭ ‬للعائدين‭ ‬من‭ ‬المريخ
  • اجتهدت دكاكين الفتنة للرفع من معنويات المنهزمين كرويا في التهويل وراحت تصعد في السب والشتم والقذارة وأحضرت جحافل الفنانين والفنانات ولا فرق بينهم سوى تاء التأنيث لتبرير همجية الجزائريين (طبعا هم لا ينطقون الجيم لأن أحد الفراعنة كان أغوثا ففرض عليهم نطقها قيم) وحضر محمد فؤاد وكثير من صبيان السينما وصبياها الذين تأنف ذاكرتي عن حفظ اسمائهم ولم يقل ولا واحد منهم أنه ضرب ولكنهم أجمعوا على أنهم أصيبوا برعب هستيري الذي بقيت اثاره بادية على وجوههم وهي الحقيقة الوحيدة التي استطاعت دكاكين "الهشك بشك" نقلها ولم يقل ولا واحد منهم أنه ضرب أو جرح وتصريحاتهم موجودة عندهم وأنا لا افتري عليهم لأن الإفتراء علامة مسجلة عندهم لا ينازعهم فيها أحد وحتى لو صدقنا أوهامهم التي اختلقوها وهم في قمة الرعب والخوف ونحن لسنا مسؤولين عن جبنهم وخوفهم وارتعاد فرائسهم فقد قال أحدهم إنهم كانوا مختبئين في "فيلا" وتعدادهم مئة وخمسون، وقال آخرهم يدعي أنه فنان وهو حين تكلم كان "عفانا" وليس فنانا إن الجمهور الجزائري أراد أن يأخذ بنتا كانت معهم وهو أمر يدينه أكثر مما يبينه في دور الضحية فإذا كان الإنسان لا يدافع على شرفه ويموت دونه ماذا بقي له من شرف‭ ‬وأن‭ ‬يعلق‭ ‬شرفه‭ ‬ووطنيته‭ ‬في‭ ‬جلد‭ ‬منفوخ‭ ‬

  • السفارة‭ ‬في‭ ‬العمارة‭..‬
  • و لأن المأتم الإعلامي كان له ان ينفس عن مشاعر الغبن المتراكمة لدى الجماهير المقهورة كان لا بد من التصعيد وبدأ التطاول على الشخصيات الجزائرية من الرئيس الى وزير الخارجية وسفيرنا في القاهرة والسيد الحاج محمد راوراوة وذهب "العيل" علاء مبارك يشتم وقال عن شعبنا الأبي وليس عن الجمهور المتعصب أننا إرهابيون هذا كلام إبن رئيس الجمهورية وقال عن السيد روراوة متهكما على اسمه "هذا الهوهاوة"..وكلام كثير مما أتعفف عن نقله في جريدة الشروق المحترمة، وتساءلت كيف لمن لم يعلمه أبوه أن يسب شعبا كاملا أن يطمح إلى توريث أخيه فإذا افترضنا جدلا أن المشاغبين من الجمهور الجزائري الذي كان يرقص فرحا بالانتصار الكروي في المريخ "أدوهم علقة ساخنة" هل يعقل أن يشتم شعبا ذهب نفر منه فقط إلى أم درمان، من حقك يا علاء مبارك أن تسب شعبك المصري يوميا في طوابير الخبز وبصات الاهانة وسكان المقابر،‭ ‬لكن‭ ‬أن‭ ‬تسب‭ ‬أحفاد‭ ‬الشهداء‭ ‬فذاك‭ ‬من‭ ‬شيم‭ ‬من‭ ‬لم‭ ‬يربه‭ ‬أبوه‭ ‬لا‭ ‬غير‭ ‬يا‭ ‬عيل‭!! ‬

  • حدوثة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬في‭ ‬الزمالك‭!!‬
  • وقصة حرق علمنا الوطني أمام السفارة الجزائرية في القاهرة ذات دلالات تلخص ما فعل إعلام الغنادرة والشلاببة بالاشقاء المصريين الغلابى وليس بالجزائريين ..فلو وقف مصري واحد أمام السفارة الإسرائيلية وعطس وقال الحمد لله لدفن في غياهب السجون إلى يوم يبعثون!! ولأن الجنازة الإعلامية أخطأت الطريق كالعادة هاهي تجني ثمارا مرة صارت جبال الاوراس الاشم أقرب من غزة ولحم الأطفال الفلسطينيين الممزق بالفوسفور الأبيض والصواريخ ارخص (في عرف الغندور والشلبي) من لحم الراقصات المعروض في الكباريات والشرم!!
  • ومع ذلك أقول إن في مصر الشقيقة شرفاء نزهاء دفعوا ثمن نزاهتهم فنالوا حظهم من القيء الدريماوي ومنهم الاستاذ ابراهيم عيسى بل العديد من الرائعين الذين عبروا لي شخصيا وهم في المهجر أنهم سعداء وأقاموا الحفلات لسقوط مسرحية التوريث في ملعب المريخ.
أكمل القراءة

نمودج من اعتداءات المصريين على الجالية الجزائرية هناك

طالبان ينزلان بالمطار على كراسي متحركة بإصابات في غاية الخطورة

image
الطالب مراد جروح عميقة

تشوهات خلقية وبتر للشرايين وطعنات بالسكاكين والخناجر في أجسادهم

تحرشّات جنسية تطال الطالبات الجزائريات

في حدود الساعة الثامنة من ليلة أمس حطّت بمطار هواري بومدين الدولي طائرة مصر للطيران و على متنها عشرات من الطالبة الجزائريين المتواجدين بمصر والجالية المقيمة هناك إلى جانب الطالبين بومامي ميلود من منطقة اريس بباتنة ومراد بعجوج من بلدية سيدي عيسى ولاية المسيلة الذين تعرّضا لأعنف إعتداء بالسيوف والخناجر من قبل جماعة من "مصاصي الدماء" ونقلا في حالة خطيرة جدا على متن الكراسي المتحركة ليحالا مباشرة على المصالح الطبية المتواجدة بالمطار.

  • "الشروق اليومي" دخلت المطار دقائق قبل وصول الطائرة ولحظات فقط حتى تحوّل المطار إلى حالة استتنفار، أعوان الأمن و الشرطة المطار و أعوان الحماية المدنية وعدد من المسؤولين قدموا للإطمئنان على ضحايا الإعتداءات الوحشية بمصر على الطلبة و الجالية الجزائرية المقيمة بمصر قبل أن يتسارع الجميع إلى تقدم يد العون وتسخير الكراسي المتحركة لنقل المصابين .
  • لم نتمكّن من مشاهدة الحالة المزرية التي عاد عليها الطالبين مراد و ميلود ولم نتمالك أنفسنا و نحن نشاهد تلك الجروح البالغة الخطورة التي تعرّضا لها فميلود مٌزّق كفّه الأيمن وبصعوبة كبيرة كان يتحدّث إلينا وهو يّطلعنا على الإصابات التي طالت جسمه بالسكاكين و السيوف، في رأسه وبطنه وصدره وبصراحة فقد شٌوّه جسمه وكانت تغلبه الدموع من حين لآخر و هو يسرد علينا تفاصيل الاعتداء الذي طاله رفقة زميله.
  • أما مراد فقد كان مصدوما ومتأثّرا جدا ويردّد علينا عبارة "من فضلكم لا استطيع الكلام، إنها اهانة لم أشاهد مثلها في حياتي الحمد لله دخلت بلدي سالما الحمد لله الحمد لله"، بدا متأثرا لأن ضربات الخنجر حوّلت جسده إلى معوّق فقد أصيب على مستوى رجله الأيمن وبعد أن حاول التصدي بيديه لسكين"الوحشي" الموجه إليه بهدف بتر رجله مٌزّقت إحدى أصابعه وبترت شرايينها وأصيب بجروح بمختلف انحاء جسمه .
  • رواية الإعتداء الوحشي الذي تعرّض له الطلبة سردها لنا مراد الذي كان يزاول دراسته العليا بمعهد البحوث و الدراسات العربية قائلا" تعرّضنا لإعتدائين متتالين أولهما كان بتاريخ المقابلة الفاصلة بالسودان بتاريخ 18نوفمر حيث أحرقوا باب شقّتنا الكائنة بحي الحدائق المعادي وحاصرونا إلى غاية تدخّل بعض المقيمين هناك وفٌك سراحنا وظل صاحب الشقة ينام معنا، على غاية تاريخ 21نوفمبر الماضي وفي حدود الساعة الثالثة ونصف صباحا وبنما خلدنا إلى النوم من شدة التعب و الجوع و الخوف هاجمت علينا جماعة متكونة من حوالي 30شابا بالسيوف و الخناجر يفوق طولها 40سم حينها نطقت أنا وصديقي بالشهادتين بعد أن أدركنا الموت ضربونا وأغرقونا في الدماء ولا احد تدخّل لنجدتنا، تركونا نسبح في دمائنا ولا ذوا بالفرار بعد يقينهم بأنهم تخلّصوا منا لأنا كنا ننزف ونتقيّأ الدم وتكفّلت إحدى المصريات بصديقي أما أنا فبقيت هناك مرميا..." يتوقّف مراد قبل ان يستعيد أنفاسه ويواصل سرد الكابوس الذي عاشه"لم أتذكر حتى وجدت نفسي في بيت إحدى الجزائريات المقيمة بجوارنا تكفّلت بنا لأنها على يقين بأنه لا احد يستطيع إسعافنا في تلك اللحظة وقدّمت لنا الإسعافات الأولية خفية من يٌكتشف أمرها وتلقى هي الأخرى نفس المصير، ولما عدنا إلى شققنا تقدمت منا مصالح الشرطة واقتادتنا بالسلاسل الحديدية إلى قسمة شرطة البساتين ثم حوّلونا إلى أمن الدولة بعد 24 ساعة من الإستجواب عرضونا على النائب العام في حدود الساعة الحادية عشر ليلا ليتحقّقوا ما إذا كانت إقامتنا شرعية هناك وبعدها أمر بالإخلاء وأرجعونا إلى قسمة شرطة البساتين ثم عدنا إلى الشقة
  • واسترسل قائلا"تعرضّنا لأكبر إهانة على مستوى الأرض 12 ساعة من التحقيقات لا اكل و لا شرب وليس لنا حتى في الحمام أو دورة المياه وإلى حد الآن لم يعرضونا على طبيب مختص فصديقى تكفّلت إحدى المصالح بخياطة أصبعه بطريقة حيوانية و هي الآن معوجّة، رغم الألم الذي كنا نعانيه فإن الأمن المصري كان يستهزئ ويسخر منا أثناء التحقيق ، عندما كان صديقي يبكي قال له ضابط الشرطة"ما تبكيش يا سوسن" وبعد التحقيق عدنا إلى الشقة التي خّرّبت بالكامل وسرقت كل أغراضنا، وهناك هرّبتنا جماعة إلى مقر السفارة الجزائرية بمصر التي كانت هي الأخرى أشبه بمعتقل محاصر من كل النواحي، وهناك اشترت لنا امرأة جزائرية التذاكر وهرّبتنا إلى المطار ، إلى حد الساعة ما زلت لم أصدّق بأني دخلت بلدي حيا"

  • 800 طالب فرّوا إلى الجزائر ومعهد البحوث مشلولا منذ 20يوما
  • ذكر عدد من الطلبة الذي التقتهم "الشروق" أمس أن معهد البحوث والدراسات العربية مشلولا منذ حوالي 20 يوما وأن الطلبة الجزائريين يعيشون أسوء لحظات حياتهم بمصر، فهناك ما يقارب 800طالب فرّوا إلى بلدهم منذ بداية الإعتداءات الهمجية على كل من يحمل الجنسية الجزائرية، في حين ما يزال العشرات يتأهبون بالعودة بمساعدة الأشقاء العرب .وقال آخرون أن عدد منهم كانوا يتأهبون للهروب ليلة أمس إلى ليبيا بمساعدة أشقاء ليبيين للوصول إلى الجزائر بعد أن سٌدّت كل المنافذ في وجوههم .
  • وبينما كنّا نتحدّث إلى بعض الطالبات تفاجأنا بوجود سيدة جزائرية كانت تقيم بمصر وهي تدخل المطار على متن الطائرة المصرية، دخلت في حالة يرثى لها وهي مصدومة رفقة إبنيها وقد رفضت الإدلاء بأي تعليق للصحافة، عندما استفسرنا عن حالها أكد لنا بعض المقربين لها بان زوجها طلّقها بعد أن تم حرق منزلها بمصر بالكامل.

  • العلم الجزائري يحوّل إلى زرابي بمداخيل العمارات بمصر
  • أفادت شهادات الطالبات القادمات من مصر أن الأعلام الجزائرية، تحولت إلى زرابي تفترش بمداخل العمارات بحي الشروق بمدينة نصر وكذا بالقرب من النادي الأهلي، وقد لجأت العديد من العائلات المصرية إلى افتراشها بمداخل العمارات بعد أن تم نسجها مع الأقمشة الأخرى، و ليس هذا فحسب فقد أكدّت الطالبات أن هذه الزرابي أضحت قبلة للعديد من المصريين حيث تفترش بالقرب من أبواب البنايات والهيئات الرسمية تمسح عليها أرجلهم النجسة.

  • تحرّشات جنسية تطال الطالبات وتهديدات بهتك اعراضهن
  • تقول الطالبة سامية محمد العائدة من مصران العشرات من الشباب المصريين يلاحقون الطالبات منذ تاريخ مقابلة الفصل بين الجزائر و مصر ويهدّدنهن بالإعتداءات اللأخلاقية ويرددون في الشوارع على مسامع العام و الخاص وبالضرب على الطبول قائلين "حنذوئوا الجزائريات، حنذوؤكم قريبا رغما عنكم" ناهيك عن الكلام البذيئ والتحرشات الجنسية، الأمر الذي دفع بهن إلى جمع أغراضن والإتحاق بذويهن قبل أن يلطّخ شرفهن ببعض أشباه الحيوانات.
أكمل القراءة

مصر ام الدنيا تتجار بقضايا الامة

هكذا خدمت مصر العروبة والقومية

"أم الدنيا" تتاجر بقضايا الأمة و"تقبض" الثمن مرتين

image
تتاجر وتقبض...

مصر قلب العرب وكنانة الله في الأرض وأجنادها خير أجناد الأرض.. وهي قد قامت في فترات عديدة من تاريخ الأمة قديما وحديثا بدور يتناسب مع حجمها وموقعها الاستراتيجي، كما ان موجات مهمة من النهضة الثقافية العربية انبعثت من بين أروقة العلم فيها..

  • وكما كان حجم مصر وموقعها مهما وضروريا في معارك حاسمة ضد اشكال عدة من الغزو الأجنبي للأمة، هو كذلك كان وبالا على الأمة عندما تخلى حكام مصر عن قضايا الأمة واصبحت لهم أجندات مختلفة عن مصالح الأمة العليا.. وللاقتراب من فهم ما يجري في مصر داخليا وما يجري من مصر خارجيا لا بد ان نلجأ لتحليل الواقع التاريخي لكيفية تركيب الموقف في مصر.
  • في كل بقعة من الأرض يمكن الحديث عن موقف الشعب وتأثيره على موقف الحاكم، الا في مصر.. فموقف مصر هو موقف حاكمها.. وهنا نستعير توصيفا دقيقا للمفكر المصري الشهيد جمال حمدان: (سياستنا الخارجية هي سياسة الرجل الواحد وفي هذا تكمن جذور المأساة العظمى، فمكان مصرومكانتها الدولية كقوة سياسية وهزيمتها العسكرية، مصيرها وبقاؤها... الخ، كل اولئك بين يدي شخص فرد واحد، بينما الشعب مقود غصبا ولاشيء عمليا، والنتيجة المنطقية هي الهزيمة والنكسة، ثم الاستسلام والنكبة.. ان السياسة الخارجية عندنا هي الى حد بعيد معكوس السياسة الداخلية.. في مصر الحكومة كل شيء ووحدها تملك كل شيء، ولما كانت الحكومة ملك الحاكم، والوطن ملك الحكومة، فإن مصر في النهاية ليست شعبا له حكومة بقدر ما هي حكومة لها شعب.. الحكومة في مصر فوق الشعب).
  • لعل هذا مدخل مهم وضروري لفهم ان الدور المصري غير مرتبط بعقيدة المواطن المصري او العربي او مصالحهما انما برؤية النظام الحاكم ومصالحه.. وهذا يعتبر المصباح المنير الذي يكشف حقيقة كل المواقف المصيرية التي اتخذتها مصر تجاه قضايا الأمة في الآونة الأخيرة من اعطاء الغطاء لجيوش الحلفاء بمهاجمة العراق الى تعطيل أي دور رسمي عربي تجاه احتلال بلد عربي كبير بحجم العراق وتجاه ما يرتكب فيه من جرائم على يد المحتلين الأوروبيين والأمريكان.. وكذلك الحال الموقف غير المفهوم من تفسخ السودان وضياع الصومال وحصار ليبيا الذي استمر سنوات عديدة دون موقف مصري ذي قيمة..
  • اما الموضوع الفلسطيني فهو بلا شك أحد أبرز القضايا التي تتجلى فيها قدرة الحاكم المصري على انتهاج ما يريد بعكس ما يريده العرب او المصريون॥ من الواضح ان موضوع فلسطين يعتبر حسب التعريف المصري موضوع أمني استراتيجي لمصر، وكما يقول المفسرون لحركة التاريخ ان فلسطين هي البوابة الأمنية الخطيرة على أمن مصر ولهذا فينبغي من وجهة نظر مصرية التعامل معه بحساسية فائقة، وبالفعل هكذا تعامل كثير من حكام مصر عبر التاريخ.. فكيف تعامل النظام المصري منذ ثلاثين سنة مع الموضوع الفلسطيني؟

  • كامب ديفيد خطوة الخروج عن الإجماع العربي
  • كان توجه الحاكم المصري وبطبيعة الحاكم المصري المتلبس بالفرعنة الى عقد اتفاقيات صلح مع الكيان الصهيوني، معترفا بشرعية وجود دولة للصهاينة المغتصبين على أرض فلسطين العربية، ومنفردا متحللا من أي التزام قومي واي عهد شرف للأمة ومصالحها العليا.. كانت خطوة كامب ديفيد ضربة في الصميم للموقف العربي السياسي الذي ارتص في حرب اكتوبر 1973 على جبهات القتال في الجولان وعلى ضفة قناة السويس.. كان خروج مصر وحدها بأمر حاكمها يعني ان الموقف العربي انقسم على قسمين من قضية فلسطين التي تعتبر لعوامل جيوسياسية وعقائدية حجر الزاوية لأمن المنطقة ولنهضة العرب، وبالتخلي المصري عن واجبات الكفاح من اجل استرداد فلسطين وتأمين المنطقة العربية من اختراق الغزو الأجنبي والتخلص من السرطان الصهيوني الذي يتهدد كل المنطقة بما فيها او أولها مصر ويعني هذا ان كامب ديفد أوجد صيغة سياسية جديدة وهي ان حالة المقاومة وردع العدوان الاسرائيلي لا تنال الإجماع العربي.. لم يكن خافيا على احد ان الحاكم المصري كان مصمما ان يتلقى الفلسطينيون ضربات تفقدهم توازنهم لاسيما وانهم قد قاموا بجهود جبارة لنقل جامعة الدول العربية الى تونس، وكان لجزائر هواري بومدين دور رئيس في تشكيل جبهة الصمود والتصدي والتي اعلن بومدين وقتها انه قد حان وقت الفرز الاستراتيجي: من مع الفلسطينيين ومن ضدهم!؟
  • كامب ديفيد لم تكن اتفاقية سياسية بين بلدين او اتفاقية عسكرية فقط، ان خطورة الاتفاقية انها انشأت اجيالا ثقافية جديدة بتوجيه سياسي أمني، متنكرة للعروبة ومنهمكة بالبعد المحلي، كما انها كبلت مشاريع البلد اقتصاديا وسياسيا لتحول مصر الى (شاهد مشافش حاجة).. بل تصبح ان ترى ما يريد لها الحاكم ان تكون.. واستبدلت الثقافة القومية بثقافة اقليمية، فمن العروبة الى الفرعونية، وبدأت الشعارات ترتفع ضد العرب وضد الانتماء للأمة على اعتبار ان مصر من دفع الدم والجهد، فيما العرب لم يقدموا شيئا يذكر، ورغم ان هذا الكلام ينطوي على مغالطات كبيرة، الا ان مصر لم تخض المعركة نيابة عن الأمة.. فالمعركة بشكل اساسي تستهدف مصر والمشروق العربي كله ومصر قلبه.. لقد كان الذهاب الى كامبديفد يعني بوضوح الذهاب الى اوضاع اقتصادية واجتماعية على الصعيد الداخلي انعاكس لما يتم على الصعيد الخارجي.. فبدأ الانفتاح الاقتصادي وبيع مؤسسات القطاع العام وشيئا فشيئا تم تدمير قطاعات حساسة في البلد من الزراعة والتصنيع ومجمعات الحديد والصلب والغزل والنسيج وها هي الأخبار تتحدث عن بيع مؤسسات من القطاع العام لتجار يهود، كما استدعى التطبيع مع اسرائيل ان تتدخل اسرائيل في العملية الزراعية لتدمر مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة.. وبمجرد ذهابها الى كمبديفد اصبحت السياسة الرسمية المصرية في حالة تطبيع أمني وسياسي وسياحي وثقافي مع الكيان الصهيوني وفي حالة عداء مع منظمة التحرير الفسطينية واصبح تحجيم وجودها هدفا مصريا واضحا توج بإخراجها من لبنان بعد ان استمرت الحرب اكثر من ثمانين يوما على المقاومة الفلسطينية لم تجد مصر خلالها ان عليها أي دور تجاه ما يحدث، الأمر الذي يعني انها بدأت تسلم بأدوارها واخطرها على أمنها الاقليمي الى العدو الصهيوني.. ولم يتردد الرئيس المصري بإبلاغ عرفات بعد الحرب قوله انه هو من أراد ان تخرج المقاومة الفلسطينية من لبنان لكي تكف عن مشاغباتها على مصر..
  • وبعد ان توزعت عناصر المقاومة الفسطينية وعائلاتهم على بلدان ما بعد الطوق بدأ الدور المصري ضاغطا وبقوة على الموقف الفلسطيني لإدخاله مربع التسوية السياسية.. جاءت أزمة العراق ـ الكويت وكانت نذر الاجتياحات الغربية واضحة للعيان.. ولعل البعض تحرك بتوجيه واستفزاز للنظام العراقي الذي لم يكن يظن سوءا بالأمريكان كي يرسل جيشه للكويت، هناك بالضبط اكتملت الشروط لضرب العراق الذي اصبح يمتلك قوة عسكرية ضاربة في المنطقة.. كان الموقف الفلسطيني انه لابد من خطة عربية لفض الاشتباك تجنب المنطقة الاحتلال الاجنبي.. الا ان الحاكم المصري أصر كما قال بوش في مذكراته: "ان مصر كانت تستعجلني للقدوم لضرب العراق رغم اني لم انل موافقة الكونغرس بسهولة".. الموقف الفلسطيني المخالف للموقف المصري والذي استطاع ان يجعل من تأييد الدخول الأجنبي للمنطقة لا يحوز نسبة عالية في مؤتمر الحكام العرب. ان هذا الموقف جلب الغضب المصري والخليجي على القضية الفلسطينية.. كان واضحا ان تهميشا كبيرا سيلف الوضع الفلسطيني لولا موقف فرنسا بضرورة عدم الكيل بمكيالين وذلك في اشارة لضرورة التعاطي بأهمية مع القرارات الدولية الخاصة بالملف الفلسطيني، الأمر الذي دفع الأمريكان للدعوة الى مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط وان يعقد في مدريد.
  • الدور المصري بعد أوسلو
  • لقد وقع قادة م ت ف على اتفاقية اوسلو.. وعاد عشرات آلاف الفلسطينيين الى مناطق السلطة الفلسطينية في القطاع والضفة.. كان واضحا مدى الإشراف الأمني من خلال اتفاقيات أمنية امريكية اسرائيلية مصرية على ان تتولى مصر بناء اجهزة امنية في مناطق السلطة مهمتها القضاء على التنظيمات المقاتلة.. حيث كان هذا اول شروط اسرائيل في السماح لمنظمة التحرير بالعودة الى مناطق في الضفة وغزة.
  • فشل اوسلو فشلا ذريعا وقد اعرب عن ذلك ياسر عرفات اكثر من مرة، ولكن اوسلو وصل الى نهاياته بعد ان رفض عرفات التوقيع على شرعية وجود دولة اسرائيل والتنازل عن حق عودة اللاجئين.
  • ثم طرد عرفات من الملعب السياسي وشاركت مصر بقوة في محاصرته، وكان تدخل الأجهزة المصرية وامتدادتها في الضفة وغزة واضحا بأن عرفات لم يعد مقبولا اقليميا ودوليا حتى جاء مؤتمر قمة بيروت ورفض الرئيس المصري خروج عرفات من رام الله بحجة ان ذلك قد يمنعه من العودة..
  • استمر العدوان على الضفة وغزة اربع سنوات متواصل، تم تدمير مؤسسات السلطة وقتل واصابة عشرات الفلسطينيين بهجومات طيران ودبابات اسرائيلية واعادة اسرائيل احتلالها لمناطق سبق ان انسحبت منها ومحاصرة عرفات حتى قتله ولم يكن من مصر الا التغطية على جرائم شارون والحكومات الاسرائيلية والدعوة المستمرة لمواصلة المسيرة السلمية وانتهاجها دور الوسيط..
  • دخل على الخط عنصر جديد هو المقاومة الاسلامية بأفرعها العديدة والتي كانت تفيد بأن ارتباكا سيحصل بالمنطقة كلها.. جاءت الانتخابات الفلسطينية بكل تداعياتها.. انتهت الى ان تستلم حماس الحكومة في غزة لتجد احتقارا وتهميشا غير عادي من الجانب المصري، بل وينتهي الأمر الى فرض حصار منذ عامين ونصف بشكل خانق.. ولتغلق بوابة العبور الوحيدة امام ابناء الغزة المليوني ساكن..
  • وفي محاولة واضحة تماما لتركيع المقاومة وتكسير ارادة الشعب الفلسطيني واخضاعه الى نهج التسوية على اعتاب كمبديفد اعلنت ليفني بعد مباحثات مع الرئيس المصري عن قرار اسرائيل بتغيير معالم المنطقة وتغيير شروط اللعب، مهددة بسحق كل من يطلق على اسرائيل صواريخ.. كانت ليفني تعلن قرار الحرب فيما كانت تعقد مؤتمرا صحفيا مع احمد ابو الغيط وزير خارجية مصر الذي تعهد بتكسير ارجل الفلسطينيين ان حاولوا اجتياز الحدود هربا او بحثا عن لقمة خبز يشرونها بحر مالهم.
  • حالات التعذيب التي طالت مئات او آلاف المناضلين الفلسطينيين في اقبية السجون المصرية من كل الفصائل الفلسطينية لايمكن تخيلها، فلقد كان التعذيب لمجرد التعذيب والجريمة مقاتلة اسرائيل او التفكير في ذلك.. ان ذلك يسير في اتجاه قول فرعو : "لا أريكم الا ما أرى).. فمادام حاكم مصر قرر السلم مع اسرائيل وقرر التطبيع معها، فعلى الجميع ان يسلموا بذلك.!!
  • وشاشات التفزيون تنقل من حين لآخر كيف يمارس الأمن المصري ايقاف ومنع المساعدات المنبعثة الى غزة المحاصرة منذ عامين ونصف حصارا كاملا.. وذلك كله لهدف واضح وهو الوصول الى تركيع الشعب الفلسطيني واذلال حركاته المقاومة.. هذا هو الدور المصري الرسمي الحالي تجاه الموضوع الفلسطيني.. وهو انعكاس طبيعي لحقيقة النظام في الداخل المصري.. انه معادلة الاستبداد داخليا والخنوع خارجيا.. وهو بلا شك لا يتفق مع موقف قوى المجتمع المصري الحية المدافعة عن فلسطين والمساندة للمقاومة فيها المطالبة بوقوف مصر الى جنب فلسطين.. ان الغضب الشعبي المصري الذي بلغ ذروته ابان مجزرة غزة هو ترجمان الموقف الشعبي المصري المغلوب على أمره.. نقول هذا لكي لا يتم الخلط بين الموقفين.
أكمل القراءة

خيبة الامل المصرية

مصر: الخروج من تصفيات المونديال يعكس إحباطات الداخل

اجتاحت الاشتباكات وأعمال العنف شوارع العاصمة المصرية القاهرة في أعقاب خسارة المنتخب الوطني لكرة القدم لمباراة التأهل إلى مونديال كأس العالم المقبل، وذلك أمام نظيره الجزائري في السودان في الثامن عشر من الشهر الجاري.

مصريون غاضبون

الجباوي: ربما كانت كرة القدم هي شعاع النور الوحيد لدى ملايين المشجعين المصريين

مراسل بي بي سي، كريستيان فريزر، يرصد في التقرير التالي كيف أن فشل المصريين على أرض الملعب كشف عمق الإحباطات الموجودة داخل البلاد:

ليس بوسعك القول إن ساكني الحي الدبلوماسي في القاهرة ينعمون بحياة هادئة، ففي نهاية المطاف هذه هي رسميا المدينة الأكثر ضجيجا على وجه المعمورة.

جيب "راقي"

لكن جزيرة الزمالك، وهي تقع وسط نهر النيل، تكتسي مسحة تجعل منها جيبا "راقيا"، حيث تقع مجمعات السفارات التي ينتشر حولها حرَّاس الأمن، وترى الفلل والقصور الأنيقة المترامية الأطراف، ومطاعم السوشي ومحلات الحلويات الفرنسية.

وكان الأمر الذي ربما سبب صدمة للقاطنين في تلك المنطقة أكثر من أي شيء آخر هو أعمال العنف التي اندلعت في المكان في أعقاب هزيمة مصر في تصفيات التأهل لكأس العالم.

يناسب الحكومة أن يتوحد الناس حول كرة قدم، فالتركيز منصب الآن على الجزائر، الأمر الذي حوَّل اهتمام الشعب وصرف نظره عن المشاكل الحقيقية لمصر

أحد سكان حي الزمالك في القاهرة

في صباح اليوم التالي لتلك الليلة التي لم تنم فيها المدينة، كانت تلك الأحداث هي حديث الناس في سوق عيد الميلاد (البازار) التابع للكنيسة الأنجليكانية، إذ طغى الموضوع على غيره من المواضيع الأخرى، بالنسبة لكل من المصريين والأجانب.

حشود غاضبة

لقد راح الناس يراقبون حشود الرجال المصريين وهم يندفعون غاضبين باتجاه مبنى السفارة الجزائرية، حيث اكتفى دور رجال الشرطة على مجرد إبداء نوع من المقاومة التي تكفي للحؤول دون انتهاك الجماهير لحرمة المجمَّع والقفز من فوق جدرانه.

وعلى مقربة من الموقع، قُلبت السيارات وهُشِّمت نوافذ المحلات التجارية من قبل أفراد العصابات المغيرة على طول أحد أكثر شوارع القاهرة ازدحاما، حيث بات السكان يخشون على أمنهم وسلامتهم.

وفي بلد تُقمع فيه المظاهرت ويجري تفريقها بشكل روتيني، حتى قبل أن تظهر أولى العلامات على بدء القلاقل والاضطرابات، كان اندلاع العنف هذه المرة أمرا يبعث على الدهشة.

شك وريبة

مصريون يطالبون بطرد السفير الجزائري من مصر

طالبت الحشود المصرية الغاضبة بطرد السفير الجزائري من مصر

وقد طالب السكان المحليون بمعرفة لماذا لم تتدخل الشرطة بسرعة أكبر، إذ ساورهم شك بأنه تم في الوهلة الأولى إصدار الأوامر لعناصر الشرطة لتوجيه أنظارهم إلى مكان آخر.

يقول أحد سكان الحي المذكور: "يناسب الحكومة أن يتوحد الناس حول كرة قدم، فالتركيز منصب الآن على الجزائر، الأمر الذي حوَّل اهتمام الشعب وصرف نظره عن المشاكل الحقيقية لمصر."

ربما اتسم ساسة الحزب الحاكم في مصر بالتشاؤم والسخرية والنزعة إلى الانتقاد، لكنهم بالتأكيد قد قاموا بصب الزيت على نار الحميَّة الوطنية والحماس المناهض للجزائريين خلال الأيام القليلة الماضية.

مباراة بالشتائم

فما كان قد بدا على شكل تداعيات لمباراة كرة قدم شرسة ومثيرة للنكد والعصبية قد تصاعد وتطور لاحقا إلى مباراة بالشتائم والسباب الدبلوماسي بين البلدين.

عمر زكي

خضع اللاعبون المصريون لضغوط نفسية كبيرة لتلبية تطلعات الجماهير بالتأهل

لقد بدأ العنف خلال مباراة حاسمة للتأهل إلى المونديال جرت في القاهرة.

لا تزال أضلعي شخصيا تعاني من آثار الكدمات من جرَّاء سقوط حجر القرميد (الطوب) الذي رماني به مشجع مصري ظنني خطأ أنني جزائري. لكن ذلك لم يكن بشيء يُذكر إذا ما قورن بالإصابات الرأسية التي تعرض لها ثلاثة من اللاعبين الجزائريين الذين أُلقيت الحجارة على الحافلة التي كانت تقلهم.

"من صنع أيديهم"

هذا وتواصل وسائل الإعلام المصرية الزعم بأن الإصابات التي تعرض لها اللاعبون الجزائريون كانت من صنع اللاعبين أنفسهم، وذلك باستخدام مطارق تكسير النوافذ التي عثروا عليها في الحافلة.

وكانت تلك هي الحادثة الأولى في سلسلة من المزاعم المسعورة المتصاعدة والادعاءات المضادة بين السياسيين والمعلِّقين والنقاد التلفزيونيين، والتي تلقاها رجل الشارع العادي باستعداد وجاهزية.

هم يضربوننا وكأننا يهود نضرب الناس في غزة

علاء مبارك، نجل الرئيس المصري حسني مبارك

كانت نتيجة لقاء القاهرة الكروي فوز المنتخب المصري 2-0، الأمر الذي استدعى إقامة مباراة حسم على أرض محايدة بعد أربعة أيام من تلك المباراة.

علاء مبارك

هذا وقد اتخذ أحد أبناء الرئيس المصري حسني مبارك، وهو رجل أعمال نادرا ما يتحدث علنا، خطوة غير اعتيادية عندما اتصل بأحد برامج الحوار التلفزيونية (التوك شو) وأدلى بحديث صاخب استمر لمدة 40 دقيقة.

فقد دعا علاء مبارك، والذي كان قد حضر مبارة الفصل الأخيرة التي جرت بين منتخبي البلدين في السودان، مصر بالرد على "عداء وإرهاب" الجزائريين، الذين قال عنهم إنهم جاؤوا مسلحين بالسكاكين والهراوات.

وأضاف بقوله لدى وصفه الجزائريين في واحدة من أكثر عباراته إثارة للتحريض والهيجان: "هم يضربوننا وكأننا يهود نضرب الناس في غزة."

وقد انضمت وسائل الإعلام المصرية المسعورة لتشارك في المعمعة، إذ ذكرت تقارير أن سجناء جزائريين كان قد أُطلق سراحهم ونُقلوا على متن طائرات عسكرية إلى السودان لكي ينفذوا أعمال العنف.

الهروب من الضرب

أنا لم أرَ من قبل المصريين يركِّزون اهتمامهم أجمعين على هدف واحد كما كانت عليه الحال قبل هاتين المباراتين، ولذلك فقد جاءت الخسارة خيبة أمل كبيرة بالنسبة للملايين

أحمد الجباوي، أستاذ مادة علم النفس في جامعة الأزهر في القاهرة

وقال لي بعض الأصدقاء إنه كان عليهم أن ينزعوا قمصانهم المصرية لدى مغادرتهم أرض الملعب والرقص مع الجزائريين لكي ينجوا بأنفسهم وكي لا يتعرضوا للضرب.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، تم استدعاء السفراء من الطرفين على التوالي وتوبيخم. حتى أنني قد تلقيت رسالة من السفارة المصرية في لندن، والتي يبدو أنها من الواضح قد تلقت الأوامر بدورها لنشر روايتها للأحداث.

أمَّا على الصعيد المحلي، فلا تزال تُشن الهجمات الانتقامية التي تبعث على القرف والاشمئزاز. فقد قام مدرس جزائري أعرفه ويعمل في إحدى المدارس في القاهرة بإرسال أسرته إلى بلاده إثر تلقيه تهديدات بالقتل من جهات مجهولة.

أشياء مشتركة

ويجب أن يكون هنالك الكثير من الأشياء المشتركة بين مصر والجزائر، والحقيقة هما لديهما مثل هكذا أمور. فكلا البلدين يُعتبر، وبدرجة كبيرة، بلدا مسلما، وعربيا، وأفريقيا، ويقاتل التطرف الإسلامي.

بوتفليقة يستقبل أعضاء منتخب بلاده الفائز

تداخل في المباراتين الأخيرتين بين مصر والجزائر ما هو رياضي مع هو سياسي

كما أن البلدين يتقاسمان تاريخا مشتركا من الاحتلال الأجنبي والثورة، إذ قاتلا جنبا إلى جنب في حرب عام 1973 ضد إسرائيل. ومع ذلك، فقد وصلت العلاقات بين البلدين إلى درجة من المرارة والعنف بالكاد يمكن تصورها.

بالطبع، لدى كل من البلدين شكاواه وتظلماته التي يتعين التحقيق بها بشكل مناسب. لكن لربما كان هنالك ثمة شيء آخر يحدث هنا، وهو أكثر عمقا، على الصعيد الاجتماعي.

غم واكتئاب

يقول أحمد الجباوي، أستاذ مادة علم النفس في جامعة الأزهر في القاهرة: "ما يجري الآن هو نتيجة سنوات من الاكتئاب والغم."

ويضيف الجباوي بقوله "إننا بصدد الحديث عن شعب مصري يشهد باستمرار إخفاقا اجتماعيا وماليا وسياسيا، وكانت كرة القدم هي شعاع النور الوحيد لديهم."

ويردف بالقول: "أنا لم أرَ من قبل المصريين يركِّزون اهتمامهم أجمعين على هدف واحد كما كانت عليه الحال قبل هاتين المباراتين، ولذلك فقد جاءت الخسارة خيبة أمل كبيرة بالنسبة للملايين."

جزائريون يحتفلون بالفوز

انشغل الجزائريون بالاحتفال بالفوز بعد المباراة وتأهُّلم لمونديال كأس العالم المقبل

وسوف يبدأ الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في غضون الأيام القليلة المقبلة تحقيقه المستقل بالأحداث، ولربما سوف نعلم جميعا بحقيقة ما حصل بالفعل وإلى من يجب أن يُوجَّه اللوم، وذلك بهدوء وبعيدا عن الإثارة.

حرب كلامية

ويبقى القول إن أمر كرة القدم قد بات اليوم هو الشيء الثانوي ليس بذي أهمية تُذكر بالنسبة للحرب الكلامية التي تتواصل بين البلدين. ولا يسعنا إلا أن نأمل بأن يصبح المزاج العام أقل عدوانية ونزوعا إلى المواجهة.

ويحتفل المسلمون في كل مكان بعيد الأضحى، حيث ينصتون إلى صوت الله الخالد، زاهدين بهمومهم ومشاكلهم العادية.

وتظل المشكلة الوحيدة، بالطبع، هي أنه بالنسبة لملايين المصريين لا يُعتبر هذا الأمر عاديا إطلاقا.

أكمل القراءة